الفلسفة الرومانسية

الفلسفة الرومانسية
لابد من إعارة فلسفية حول وجود الرومانسية مابين الطبيعة والروح أمام عالمنا الفلسفي؛ ونحاول أن نجد وصلة متصلة بين الفلسفة والحب حتى نبرهن حقيقة شيء ما!
فعن الرومانسية في تاريخ الفلسفة كالفلسفة الطبيعية أي عند سقراط وأفلاطون و أرسطو، ثم فلسفة الهللينينة عند الرواقيين والأبيقوريون، وثم فلسفة القرون الوسطى عند أوغسطين، وثم فلسفة عصر النهضة عند ديكارت و هيوم وسينبوزا، وثم فلسفة عصر التنوير عند كانْت. كل تلك عصور الفلسفية قد تشترك على مسميات الطبيعية في إظهار مفهوم روح العالم من الحب المكنون. فالفلسفة بحد ذاتها هي تحرض للمرء بالحب في بحث معرفة شيء ما.
فأما في فلسفة الرومانسية فلقد بدأت في آخر القرن الثامن من عشر واستمرت حتى متتصف التاسع عشر. وحتى إلى وقتنا هذا أصبحت مترجمة بروايات وقصائد من الشعر بلغوا أكثر من قبل على تمييز رومانسية لكل موطن او وطن.
وهذه الفلسفة بدأت من ألمانيا، كمعاصرة مع  حركة الفلسفية من العقلانيون الفرنسيون، اللذين ضهوا على معرفة الشيء الحقيقي يبدأ من العقل. لكن عند الرومانسيون يختلفون عنهم بشكل.. معرفة الشيء تبدأ من الفن. فهم لهم معتقد وفكر وفن حول الوصول إلى معرفة الله هو من الفن من جميع أنواعه كالموسيقى والرسم والشعر.
فهذه فلسفتهم الذات الموصوفة من الفن الرومانسي الداخلي، وصار فيه اقتباس وامتداد مابين الشرقي والغربي أي يعني هو من حضارات الشرقية كبلاد العرب والهند وفارس والإغريق، واما من جانب الغربي فهو من فرنسا وإنجلترا.
كانت هذه الحركة الفلسفية الرومانسية ابتداءت من ألمانيا في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وأول فيلسوف رومانسي كبير هو فريدريك ويلهالم شيلنغ، والذي حاول أن يلغي التمييز بين المادة والروح. ومن أشهر قصص الرومانسية هي قصة الزهرة الزرقاء من الفيلسوف الألماني نوفاليس، فهو يعد أحد عباقرة الرومانسية. فلقد قال : أن العالم يصبح حلماً، والحلم عالماً. وأيضا مقولته الشهيرة '' إنما يتجه الطريق المخفي نحو الداخل''.
وأيضاً من الرومانسية نجد جوهان هيردير الألماني، والذي يرى أن مسيرة التاريخ هي ثمرة مشروع  يتجه إلى هدف محدد.
وفي الرومانسية عن الشباب والبنات أي وهم في جيل العشرينيات، نجد الكثير منهم منتحرين من وراء هوى المغرمي كالألمان الرومانسيون، وكعند نوفاليس لم يعش إلا تسعة وعشرين عاماً، كان واحداً من هؤلاء الموتى الشباب.
وبهذه الفلسفة تتضح لنا مدى شعورية وإحساس وطاقة الحيوية، لها من تأثيرات طبيعية مجتذبة منها إطلال النهار والليل، وبزوغ القمر وضياء الشمس، و ظواهر الوجود الخلاب. وذلك يعد من طقوس الرومانسي حين يسحر نفسه بالفن، ويضهي به بفلسفة الطبيعية او بفلسفته الرومانسية عبر ما إذا هو كان جدير بالمعرفة الواسعة من بين الحب والروح.
واما اشهر موسيقار هو بيتهوفن الذي اشتهر بمعزوفتين وهما : سوناتا و السمفونية التاسعة وهي تعني سيمفونية القدر.
فقد يصير الفنان الفيلسوف، والعكس صحيح. بذلك ما تجدى به الرومانسية هو تحقيق المعرفة والوصول  إليها عبر الفن الفلسفي او فلسفة الفنان. فكل ما يصل به الفن مع الفلسفة هو من وسيلة معينة مقدرة بثمن صاحبها.
ففي طبيعة العالم؛ تمكنت الرومانسية على ترجمة أشياء مخفية لها من طوابع الفلسفية المحنكة، كخلق الله تعالى للطبيعة. صار فيه فن إلهي، لا يقلده أي إمرءٍ! وعن الرومانسيون كانوا بإعتقاد غير مسبوق من قبل، وهو إنهم يخلقون الطبيعة برومانسيتهم سواء كانت موسيقى او شعر. حتى ظنوا بأنفسهم بأنهم وصلوا إلى الله تعالى عبر تلك الرومانسية. فمنهم من يستعير من سحر السماء وتغيير خلق الخلق. كقصص ليلى الحمراء، وسندريللا وهانسل وغريتل،الحسناء والوحش.
بهذه تعد من روايات الأدب الفانتازية على طريقة الرومانسية، والتي جذبت الأنظار للسينما العالمية او إصدار كتب مثيلة منها.
فما الذي يجذبنا لوقتنا هذا عن الفلسفة الرومانسية!
هو تغيير وامتداد، وأخذ  منه الأصل من كيفية التفلسف في فن الرومانسية، و تدريس وتخطيط به عبر عقول الشباب والبنات في تأليف وتشجيع كتب الرومانسية، هادفة على استغلال قراءة الناس بشكل مناسب أو يناسبهم للرومانسية، بأنها شاملة للجميع، وليست فيها عمر او رقم محدد. وسماح للحرية الفن الرومانسي بإجلال بين المحب والمحبوب من دون توسيط او إشراك لقدرهم. أي يعني من دون تدخل سبب إلهي.! فهذه العقيدة  قد تخالف الأديان والثقافات والحضارات، وسببت فيها ضعف الإيمان وعدم اعتراف بقدر الله تعالى! 
فلو نلاحظ قصة سندريلا.. نجد فيها محاربة القدر عبر قوة الرومانسية من الفارس الشجاع الذي كان يحارب الشر، والذي هو شر الشيطان! فصار الفارس بقوة من السماء أي يعني ملاك نزل عليه وأعطاه قوة خارقة!
وأيضاً قصة الحسناء والوحش.. حين تحول الوحش إلى أصله الإنساني وهو كان ملك المدينة! كان تحوله من وراء حب الحسناء! وهذا الحب له مجاز بينه وبين حب الله سخر إلى الحسناء لكي تعطي حياة جديدة للوحش!
وإيضاحاً أخيراً حول الفلسفة الرومانسية هو روح العالم يبعث من الرومانسي، يخلقه على حسب فلسفته او فنه، كالمعتقد الفيلسوف فريدريك الذي قال : إن الروح عاملاً في وعي الإنسان، يخلقه على حسب ما يراه ويؤمن به.
والإنسان يحمل الكون في داخله، ويستطيع الإحساس بسر الكون، وبالغوص داخل نفسه.
ومع الخاتمة.؛ هو إن فلسفتهم كادت تغزو عل عقولنا بشكل إلهام بعيد عن العقل، وصار فيه محاكاة خيالية، قد تسوس إلينا صور وكلمات لإظهار خلق جديد عبر الفن الرومانسي. وهذا يقع علينا الشبه والضلالة! ولا بد أن نستيقظ من تلك الخدع الروائية الرومانسية، والتي تقود البعض إلى هلاك او إنتحار!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة