صليب الإنسان

'' صليب الإنسان ''

عندما يقف الإنسان بينه وبين الوجود؛ ويقرن بداخله عن أشياء كانت مبرزخة و عديمة اللون والشكل، صَلَبَ نفسه وروحه وجسده أمام العالم الكوني، حتى يرى ما بين الشرق والغرب والشمال والجنوب من جميع النواحي سواء كانت كلمات أو صور.
وهذا ما يسمى صليب الإنسان الذي يتعلق به منذ كان باطنياً في روحه او نفسه، وأصبح ظاهرياً في جسده و مادته. فأطلق بصره وسمعه و ذوقه وإحساسه وشعوره حتى يكن اليقين ملائمٍ في صليبه الروحي الجسدي.
إن الصليب ليس دموياً أليماً شقياً! بل إنه حقيقياً بكيف يكون مصلوب للعالم الكوني. وعن كيف صنع صليباً وهو بالأساس صليب منصوب على الأرض، ورأس صليبه مرفوع إلى السماء! بذلك لم يصلب جسده على جذع النخلة حتى لو كان بقطعتين من الخشب! بل صُلِبَ بروحه ليرى العالم المخفي الغامض.
فعن هذا الصليب المصلوب بباطن الإنسان؛
له من ظواهر التي تقاس ما بين أقوال وأفعال في أشياء مثمنة وهي الحسنة والسيئة، الخير والشر، الإيمان والكفر، الله والكتاب، العالم والطبيعة، الروح والجسد، الدين والعلم،
كلهم على حد السواء يرفعون وينصبون
في تصليب صليب الإنسان دون أن يكون فيه ظلماً أو خيانةً. طالما الصليب حق الظهور، فله من حقوقية الحكم عليه، فإذا كان الإنسان ذو الحسنة، نزل من صليبه، وإذا كان ذو السيئة، مات مصلوباً.
والإيمان وحده لا يكفي، لأنه يحكم على الإنسان من اعماله القديرة. ويكون دائماً على اليقين، حتى الصليب لا ياخذه إلى رؤية التصليب من بعد ما كان الشيطان يحفر له حفرة الشر، وهذة الحفرة هي نقطة الصليب الشر.
فالصليب ليس هو المنقذ؛ ولا حتى هو الخلاص، لأن النجاة من الصليب هو من إيمان الإنسان الحقيقي الذي يؤمن بكل شيء موجود في الوجود، راسخٍ إلى علومه، وشريحٍ إلى صدره، و ساعي إلى خيره، وتاركٍ ظهره للشر، ودافنٍ حفرة شيطانه، كل ذلك لأجل يكسر أبواب الخطايا، حتى لا يعود لهم بمسامير الصليب.
فعندما يُصلب الإنسان من بعد معرفة نفسه وربه، كان صليبه موضوعاً على مكان أول بداية المشي او الحركة، وأصبح للسعى ظاهراً عن سرائره و ملامحه من بين الكلمة والحكمة، بالتي هي معرفة الأشياء الموجودة.
وهذة المعرفة لها صور تصور عن حالة ومقالة وساعة الصليب، بكيف كان الصليب من نصيب الإنسان. وهل كان محقاً في رفعه على الصليب، كي يكون مثال وحكمة  الخطيئة الكبرى،كصليب المسيح الذي تمثل به يهوذا الاسخروطي روحاً في جسد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام.فلابد من الإتقان حول حقيقة الصليب.
فالحقيقة هي إن موضع الصليب خطيئة الكبرى التي ارتكبها الإنسان الكافر، واتاه عذاب او عقاب الدينوي يصلبه صلباً من وراء ما صنع بيده ولسانه وقلبه.
و الخطيئة التي ارتكبها هذا الإنسان المصلوب هي النكر والكفر في حقوق إلهية الألوهية الذات الجوهرية، بما أدى إلى تكفير عن ما أخذه ونشره هذا المصلوب، وذلك أصبح يضرب به المثل والصور بعواقب الكفرانية.
فكم من النكر والكفر ينتشر حول الناس، وكم من الخطايا ترجم إلى الصليب، لكن الإنسان يطغى في نفسه أولاً وثم ثانياً مع الأنفس.
مع ذلك لم نرى الآن صليب مرفوع بجسد الإنسان، بل أصبحنا نرى الصليب مرفوع للصلاة والغفران من بعد ما كان في جسد الإنسان مصلوب بالدم والعرق ما بين الإيمان والكفر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة