عندما يصلب الإنسان

" عندما يصلب الإنسان"

إن نفس الإنسان حرة مطلقة، والسعي حول رغباتها شهواتها وطلباتها وتكاليفها تكون مبينة من هوى الإنسان في كل شيء يحبه، ويحبه بنفس الهوى. بذلك تكون آمارة بإدارة هوى الإنسان، ومحرضٍ به في كيفية الحصول على ملذات وأذواق ونزوات ومتاع مابين الحياة والدنيا إلى أن يصلب نفسه بين أربعة جهات.

في هذا الصليب الثاقب على زمانه ومكانه، تكون الجهات الأربعة وهي : اليمين واليسار، الأعلى والسفلي، في أقوال وأفعال التي تحدد كل شيء لهواه ونفسه وروحه وجسده، حتى يجد صور الحياة من جميع أنواعها وأشكالها الحية الموجودة.
وبذلك ما يصل إليه الإنسان قبل الصليب هو أن يقرن الصحيح والخطأ على حدود السواء، ويغرض بالحواس والمواد التي يجدهم من الظاهر وراء الباطن المخفي عبر تلك الصور والأشكال المحسوسة والملموسة ذات الطبيعية .
فلقد عرف الإنسان ظواهر الحياة، وأتسع حول روحية ووجوية الميتافيزيقيا أي وهي مادة الطبيعة . على أنه يرغب ويطلب ويود الكسب من جواهر الطبيعة، وأنواع الخير والشر، من أن يكون عاقل  في تلك الصفات والثمات مابين المادية والمعنوية. 

فعن صليبه بكيف يكون مصلوباً به، هو بالأساس مصلوب في داخل النفس، يتحرك ويحس ويلمس
بكل شيء بين ظاهره وباطنه في حياة الدنيا. ويكون صليبه دائماً مصلوب أمام مرآة الحياة، حتى تعكس أو نروي له صور الحياتية والدينوية والوجودية.

بهذا الصليب لا يصلبه في فناء الساعة، أو بالأحرى لايكون موجود في زمان ومكان خالياً من الوجود، لأن الصليب يحدد اتجاهاته الأربعة، وهي تعني أولاً اليمين هو طريق الإيمان، وثانياً اليسار هو طريق الشر، وثالثاً الأعلى هو طريق السماء، ورابعاً السفلي هو مكان القبر .
بتلك المسميات قد يتراجع الإنسان عند مفهومياتهم كي لا يهلع ويجزع عن مافي نفسه، ويرتاع  حول وجود الصليب من داخله او من خارجه. فالمعنى الصليب في حياة الإنسان؛ لا يصلب مرتان .!
لأن طالما الصليب موجود في داخله باطنه فهو مصلوباً بين الخير والشر، الحسنة والسيئة، الدنيا والآخرة، الجنة والجحيم.

وعندما يصلب الإنسان مرتان أو اكثر من مرة، أصبح مرجومٍ أو مصلوباً بالخطايا الكبرى، لايبرم 
على مواجهة في حياة الدنيا لأعتراف والمواجهة عن ما أتخذ في نفسه بلاحدود ولا معدود بين
الشهوات وسويعات ونزوات الملبوسة من شر الشر أو من الشيطان.
فحتماً.. على الإنسان أن لا يصلب نفسه بالخطايا والذنوب، والصليب الذي تجسده شبيه المسيح هو عبارة عن إجتياز صورة صليب الكافر، الذي كفر بالأعتراف حول مائدة السماء التي نزلت على المسيح مع الحواريون، وأيضاً خيانته في حق المسيح. بذلك ما يدل على أن الكفر والخيانة هو وجه للإمانة والصدق أمام الحق الخالق الباري ، إلى أن نزل الله العقاب بصليب الكفر . وأصبح الصليب يصلب داخل الجسد أو ظاهر الجسد مصلوب تحت الحق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة