الإنسان في الخير والشر

الإنسان في الخير والشر

إن المعرفة محقة للإنسان عن الفضيلة والأخلاق والخير، الجهل مفتوح فيه أبواب الظلام والرذائل والشر. فذلك إن الفضيلة للإنسان هي معرفة ، لأنها تبقيه على الخير والسعادة التامة.
الخير هو من النور الذي يتجلى إلى الإنسان عبر أبواب الإيمان والعلم، واما الشر هو من الجهل الذي هو جعله الإنسان في وجوده الذي أصبح بالعدم والفقر، دون أن يكون واعياً أو إدراياً . لذلك من يجهل المعرفة فلقد طمس نفسه بالشر عند الخلق والحق.
ولكن من ناحية آخرى عند الأعتقاد من سائر الناس الذين يتوهمون للمعرفة بأنها ليست من القوة ولا هي جديدة بأن ترشد أو تقود. وكذلك لا تخطر بحياتهم إطلاقاً، فلقد اقتنعوا بأن المعرفة لدى الإنسان غالباً ما تكون بالهوى، فليست هي تحكمه أبداً، ولا يسيطر عليها من ذاته ووجوده. لذلك نجد منهم الغضب وطوراً الهرج والألم ، وأحياناً الحب وغالباً الحقد. إنهم ينظرون بسذاجة إلى المعرفة كأمةً كلَّ يستعملها على هواه.
فهل يستطيع الإنسان العارف بالفضيلة في ماهو للخير بأن يجعل المثالية في نفسه، أو يقضي فيها على أنه شيءً جميلاً جديراً من توجهه السليم..! فلو أمتلك الإنسان ما، معرفة الخير والشر فلا شيء يجبره على القيام بعمل آخر غير ما تأمره به هذه المعرفة، وأن العقل بالنسبة للإنسان قوة تكفي لكل شيء، وما كان للمعرفة عند الإنسان إلا وقد يريد مفاهيم الأخلاقية والتي تجعل بالفضائل بعدد فروع المعرفة. وأن سقراط يستبعد الجزء غير الناطق من النفس، وفي الوقت ذاته الحب والخُلق. وبعده قسّم افلاطون وبدقة فائقة ، النفس إل قسمين : قسم عاقل و قسم جاهل .
فالإنسان على ما حاز به عن معرفة الحقيقية، وأخذ القوة الكافية، وحصل على الخير في كل معارف المحقة المبينة، ومقاوماً على الأفكار التي يمكن أن تظهر له صور واضحة للمكاشفة والمعرفة.
فإذا أعدم السيطرة على الذات بين المعرفة والحقيقة، حتى لو كان يحتفظ بمعرفة الصحيحة وكان يسيء التصرف، ولا يكون هذا إلا من خلال الجهل، تأكيداً معارضاً بأعمال الظاهرة للعيان. أن الذي يعمل بمقتضى الفضيلة إنما يعمل خيراً، والذي يفعل خيراً يكون سعيداً. فالنظر إلى الأعمال المبررة عن أخلاقياً بمقياس مفهوم لعلم الأخلاق، ويبين عن الأحكام مابين الفضيلة والحكمة. 
فمن سقراط الذي اتخذ مقدمته براهينه على الفضيلة معتبرة كمعرفة،بأن العقل هو الملكة التي تميز الإنسان قبل كل شيء ومن بين سائر المخلوقات. والإنسان في اعتماده على العقل يضع لنفسه أهدافاً ومهمات محددة؛ وفي تمكنه من المعارف والتجربة التي يكتسبها، يسعى إلى تحقيق مآربه، كذلك بقدر ماتكون معارفة شاملة تكون المهارة التي يكتسبها كبيرة، ويؤذي مهماته بنجاح ويشبع حاجاته .
فلقد اعتبر سقراط أن المعرفة وحدها تسمح لإنسان أن يستعمل عقلياً الوسائل التي يقضيها.
لم تكن المعارف هي المقوِّم الوحيد للسلوك، وبخصوص سلوك فرد عادي،لاسيما في علاقاته اليومية مع الآخرين، يستعمل بالإضافة إلى المعارف وذلك على مستوى عالٍ ومقنع ورغباته ومشاعره، ومشاركة وجدانية إلى أن يحقق كل الأشياء.
وليس من النادر أن يفصل إنسان ما الشر وهو يعرف ماهو الخير، وأنه طالما لم يكن جاهلاً بالنتائج السيئة لعمله، فهو يستسلم للغواية والأهواء كما أنه بالوهن يستسلم للملذات، لأن اللذة مستحبة كلما قضى الرأي بضرورة تجنبها. 

ع.الجبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة