غربة النفس

سردية الفلسفية
'' غربة النفس ''

عندما نتكلم عن الغربة في سرائرنا الباهرة، نشعر بكظماً حول العالم الذي طوى علينا سراب السديم. وبينما ذلك في قلب الغربة، نغرب مع أنفسنا بكيف نعرف معرفة النفس.
هذة المعرفة لها حكمة موسوعةً بكل شيءٍ فيه الأول والآخر، فأول شيء للنفس حين تغترب إلى الغربة وتكون غريبة العبور، هو أن تسأل لماذا الغربة موجودة!
هل يمكننا نجد الجواب، ونعيش على ما نغيير بأيدينا وألسنتنا وأفئدتنا، حتى ندرك نصوص وأوراق الحياة منقوشة على وجودنا!
فمهما وصلنا بالتغيير والتمييز حول كيف النفس تكون حاضرة للعالم اللولبي، وفاعلةً للخير، وعابرة السُبَلْ، فهناك أشياء ناقصة و موجودة بالأصل، وهي كيف النفس تزيل  وتبرح سراب الغربة!
النفس هي واحدة الأنفس عند نفوس الورى، وواحدة في صورة الطبيعية، وواحدة في الخير والشر، وواحدة في الغربة، وواحدة في الدنيا والآخرة، وواحدة في الإيمان والبيان، وواحدة في الكتب السماوية، وواحدة في الأنبياء والرسل، وواحدة في الفلاسفة والشعراء، وواحدة في الربانية والعبادية والروحانية، وواحدة في كل شيء له الأول والآخر.
فإذا النفس عرفت آحادية التوحيد، وأدركت أصل كلمة النفس، وميزت وجود النفس، فلقدت كشفت حقيقة الغربة.
هذة الحقيقة تعني الوصول إلى السعادة. وأيُّ سعادة تكون للنفس! أهي سعادة الصغرى ام الكبرى!
ونحن في الدنيا نعيش تحت أطياف مبرزخة للأماني والأحلام، بحيث للأساس نحن نيام الدنيا، إذا متنا استيقظنا!
وحينها سنرى الغربة على ملامح وأسراب ومرآة و أفياض وكونيات و معالم، نزلوا مع النفس، نزولاً كاملاً، مقدرةً بالتأصيل الإلهي، ومخططة منذ بداية أول نقطة في الكون الإلهي.
وكل ذلك لأجل النفس؛ تعرف قيمتها وأصلتها ومعرفتها وحكمتها من إيمانية الوجود، في كل شيء له موجود ووجود.
ووجود النفس تضاهي به  من بين أول شيء بالوجود، وتغرض إليه حقائق الناموسية الإلهية، وتدخر في مجرى الأرواح، وتكشف الستار العالمي الذي يحيط فيها زوايا المخفية.
فالمعرفة في النفس أمام غريب الغربة مؤخذٍ مؤصلاً ومردوداً من معرفة الكبيرة التي احتوت وشملت ووسعت ونشرت كل شيء بأن الأول هو البداية ، والآخر هو الخاتم.
لم يجعل للنفس بأن تموت وتترك بلا معرفة، ونفوس الورى تنقش الموت بأنه جزء الحياة، لكنه ليس هو فانياً لأرواح نفوس الورى.
فإذا كانت النفي كبيراً؛ لنفى العالم أجمعه بوضمة واحدة النافية، وتكون النفس بلا اسم في الغربة.

ع. الجبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة