الدين ليس سلاحاً

" الدين ليس سلاحا"

منذ بداية الأديان السماوية والناس على تحديد نوع الدين المخض بهم بالفطرة، فكان النبت الأصلي هو العمل في كل ما هو مكتوب بالعلم والإيمان والأخلاق، حتى يجد كل إنسان معاني الخير والشر في الموجود أمام الوجود. 
الدين هو قلب الحياة لا يمكن أن ينبض بدون روح او قلم، والإنسان على رغم اختلافه في عالم الكوني البشري العالمي، سيختار دينه و علمه و قلمه من خلال " من عرف نفسه عرف ربه "
نجد إن الأديان السماوية كانت مشتركة في آن واحد وهو الإيمان بلله سبحانه وتعالى، والشريعات والمبادئ والأحكام والقيم كلهم تحت مسميات مشروعة بالحق والعدالة إلى أن يكون الإنسان في مصيره وضميره على أساس يعيش ويستقر بالسعادة والراحة والطمأنية من أنوار الحياة والدين . وذلك بعد ما انتشرت الاديان في كل مكان وزمان نجد بأن الدين اصبح لله فقط ! 
وتحددت التيارات والمسارات والطوائف والمذاهب لكي يكن كل فريق مردود بالخاصية المطلقة بين الدين والعلم والمال أي وهو " المدن الثلاث ".
ويأتي السؤال لماذا اختلفت الأديان والناس أجمعين في الدين والعلم والمال ! هل سيكون الجواب محدود ومعدود! لا أحد سيجيب على هذا السؤال بالاتفاق والتعاون والتضامن. لأن طالما تغييرت الإيدولوجية والإبستمولوجية والميتافيزيقية ..ألخ فلن تكن الأمم على صراط واحد وطريق موحد و منهج محدد و دين التوحيد. لأن الدول والأقاليم والحكام والقياد غيروا الأساس وهو نبت الأصلي .
فنجد الحراك العلماني العقلي الوطني يطمس و يحبر حول حقول البشرية بداعي... التحرر من قيود الدينية ! لأن في القيد الديني يوجد فيه خطر أخطر من السلاح! واخذوا عنه أفكار مكتوبة لاجل محاربة الدين بالدين، أي يعني قتل الأديان بدين واحد. وكأن قيل " إن الذي يطعن في أحد الاديان ليثني على دين آخر.. يكون كمن يطعن على جميع المبادئ الدينية العامة والمشتركة"
فما هو المطلوب في كل هذا !
الأحترام والتقدير شأنهم لشأن الديني الحر الذي نزل على البشرية بالحق و يزهق الباطل، وحتى يكن الإنسان في تنفساً بالحياة الدينية والدينوية. ولا يكن في دواعي بالتحرر والتعري بأحجية وأثياب على أن يقال إن الدين يقتل الحرية و يفرض الشروعيات على الكل بالسيف والعصا والسجن والمال. 
لقد قيل إن التيار العلماني هو الأرجح والأفلح والأنجح أمام وحدة الدينية، لأن بالخط العام ممثلين لإيديولوجية البرجوازيات الناشئة في البلدان العربية وتحديداً الاديان الثلاث السماوية ، أن مواجهة التحدي الوطني القطري وضمن دولة العثمانية التي كانت بالسابق تحكم بالقرآن الكريم ، يمكن في جعل الإنتماء القومي والوطني لسكان العالم العربي المعيار الأول لوحدتهم السياسية في إطار تلك الدولة العثمانية.ولكن كما نعلم الأستعمارات الاوروربية اخذت فرصة لم تتيح لهم من قبل، فلقد زرعوا حقول بالفكر والعلوم والحرية فيما كانوا من قبل بالعصور اوروبا الوسطى بالاختلافات والفساد إلى أن غيروا الدولة من حكم الديني إلى حكم العلماني، أي وهو شعار " الدين لله والوطن للجميع" ولهذا المدخل إلى المجتمع المدني الذي ستسوده في هذا الحال تشريعات وضيعة وضوابط اجتماعية سياسية مستمدة من مؤسسات اجتماعية بشرية يمكنها أن تستأنس بكثير من الشرائع والقواعد المتحدرة من الاديان وتستفيد منها.
ولهذا وجدنا العرب من جميع الدول والاقاليم اخذوا بشكل واسعاً و تأثيراً جذاباً من الأستعمار الغربي الاوروربي إلى أن أدى بالتحرر الناس من قيورد الدينية، و أجلب عليهم الفساد والحصاد بين الخير والشر، الإيمان والكفر،المال والسلطة، العلم والقلم.
كما نلاحظ الآن لا نزال نعاني من تطرف الفرد وتطرف الجماعة عند الدين والعلمانية لكي يكون المجتمع المدني منشود على تبني بين العرب او الغرب، ولأن التقدم في تحقيق ثلاثة عناصر الكبرى، هي المجتمع الوطني العلماني ، وعلم الغرب وطرائق تقدمه، وأخيراً صيغة تحقق توازناً بين العقل والنقل ( الدين ) ،بحيث يكون الاول النظام المشترك بين من يتمتع بالمواطنة المدنية ويكون الثاني محترماً دون أن يتحول إلى نسق من انساق التدخل في السلطة السياسية والحياة العامة.
فما دعوة التحالف الوطني العلماني العقلاني هو إن ينطلق أولاً من تحديد دواعي ذلك الفصل حيث يراها في النقاط التالية :
إطلاق الفكر الإنساني من كل قيد خدمة لمستقبل الإنسانية، الرغبة في المساواة بين ابناء والأمة مساواة مطلقة بقطع النظر عن مذاهبهم ومعتقداتهم ليكونوا جميعاً أمة واحدة، وليس من شؤون السلطة الدينية التداخل في الأمور الدينية لأن الأديان لتدبيرا لآخرة لا لتدبير الدنيا.
ضعف الأمة واستمرار الضعف إلى ماشاء الله ما دامت جامعة بين السلطة المدنية والدينية، لأن الدين علاقة خصوصية بين الخالق والخلق، يصبح مجسداً بموقعه من التجمع البشري الوطني بما يقتضيه من واجبات وحقوق تعود جميعها لخدمة الوطن. 
وما يسر الأمم عن الوحدة الدينية والمدنية هو يتطلب بالشورى الجماعة اي يعني الفرد مع الجماعة، والجماعة مع كل فرد في كل ضوابط والسلوكيات والأفكار والمعتقدات بما يتوافق في مهمات بالحكم المشرع. أي بحيث يغيب الموقف العقيدي الديني لصالح الموقف الوطني العلماني العقلاني المشترك بين أبناء الشعب. ولذلك من هذا الأسس " النبت الأصلي" هو يضرب به المثل عند الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي حدد العدالة بالديمقراطية الحكم التي تعني إشراك الجميع من الشعب في السلطة .
فالإنسان من حيث هو إنسان فقط أي بقطع النظر عن دينه ومذهبه صاحب حق في كل خيرات الأمة ومصالحها ووظائفها الكبرى والصغرى حتى رئاسة الأمة نفسها،وهذا الحق لا يكون لهرمن يوم يدين بهذا الدين أو بذاك بل من يوم ولد .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة