'' دائرة الإنسان في العبادة''

'' دائرة الإنسان في العبادة ''

من الاستنتاج العابد إلى المعبود أمام الكعبة المشرفة على الأرض هو إن شكل الكعبة دائرياً متسعاً وجذاباً كالكرة الأرضية والشمسية والقمرية وباقي الكواكب. فلذلك ما يستنتج به العابد هو إنه يعبد الله على دائرته في كل بقاع بالأرض! وإن الكعبة هي من قلب الأرض، أحجار وضعت وأعمدة ركزت و مقام حدد والأسود نزل على الأرض بالبركة.
إن التراب والعبد في الكرة الأرضية عاملان أساسيان بالعبادة الخالصة الخاشعة،والتي تأخذ من قبلة الإنسان بالسجود على الثرى لأيجذب منها اللمس والهمس والبوح والهجس والنوح والخشوع والضروع تحت سماء الله وأرض الله. فكل إنسان في هذا العالم الكروي يسجد ويعبد في كل مكان، وكل ما سجد على الأرض أمام الله.. الكعبة تأخذه من جاذبيتها إلى قلبه، كأنه يرى الله تعالى،فإن لم يرى الله، فالله يراه.
الكعبة الشريفة كانت من تراب ثم حجر وثم أصبحت نصف العالم وجاذبية أهل الأرض والسماء، فكل ما يدور حولها، ليس مما كان قريباً لها! بل إن العالمين والطيور والحيوانات والأسماك تدور حولها على مدار الساعة الصغرى إلى أن تحق حاقة ساعة الكبرى.
إن الدائر والدائرة هما ما بين الإنسان والأرض، فالإنسان هو الدائر، والأرض هي الدائرة. يدور الإنسان في كل مكان وزمان، والأرض لا تدور حول الإنسان. وأما المكان والزمان هما من ساعة الأرض، والتي بدأت من صفر حتى إلى أن تنتهي بالعدد المعلوم باليقين في كل ماهو من الحق الخالق العظيم. إن ساعة الإنسان هي صغرى في الأرض، وسميت بذلك الأسم لأن الساعة هي دائرة الإنسان يدور مع عقارب الساعة من ساعة الصفر التي تبدأ من اليمين بعدد الآحاد ثم ما يتليه  الثنائي و الثلاثي و الرباعي و الخماسي والسداسي. فذلك ما يستوعب به الإنسان هو ساعته بأن يدور معها بالكتابة في كل ما موقوت ومكتوب في الموجود والوجود عند الخلق والحق.
فالأصل على ما يكونوا للأرض والساعة والكعبة هم في التدوير من بداية الدهر إلى يوم القيامة.. نهاية الساعة. فنهاية الساعة هي نهاية الأرض وما عليها من كل ما هو بالخلق، و لا يبقى أي شيء كروياً أو دائرياً او توقيتاً بعد ما تنتهي القيامة.
فخلق الكعبة هي للجميع الخلق وجميع الأديان هي ساعة الأرض والإنسان هو ساعة الصغرى بين الإيمان والبيان، الدين والدنيا،العلم والقلم، الظاهر والباطن، العقل والقلب، الجسد والمادة، النفس والروح.

ع. الجبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة