محاكاة التغيير

" محاكاة التغيير "

في تغيير الزمان والمكان عن سياق الكلامي الذي ينتج فعالية كل خطاب و نصوص سواء كان شعرياً أو فلسفياً، نجد أن التغيير هو أهم المحدوثات من وراء كل حدث. فالمحاكاة التغييرية هي التي تمثل وتشبه وتصور عن صورة الأولى وهي صورة المغير عند تغيير الحال أو الحدث عبر تعبير المطلق أو تصوير الرمزي، فقد يكون المغير هو نفسه شاعر او فيلسوف بداعي تحرير حالة التغيير على طوابع المادية والمعنوية أمام هذا محاكاة البشرية مع محاكاة الطبيعية.
فالتالي عن التغيير لابد أن يكون مسبب الأسباب ومحدث الأحداث من حالة إلى حالة حتى إلى أن يكون الغرض موضوح أو موضوع بسياق التغييري على تراكيب ودلالية من نصوص الفلسفية أو الشعرية، فالشعر الذي يغيير ألوان وأشكال وأفعال هو من ناتج المادي مع المعنوي عند لسانية الشاعر يحاكي طبيعة الأصلية و يسجى العالم بوجوده المطلق، واما الفلسفة هي التي تتعمق للتغيير عن كل كلمة تكلم بعدها بالمحاكاة التغييرية ما بين المحبة والمعرفة. 
فالتغيير تمثيل وتشبيه بين العالم والإنسان و دونهما لا يمكن الإنسان يعرف التغيير للعالم المادي أو المعنوي، وحسب الأمور المغيرة عند صور البسيطة والمركبة للإنسان هو أنه يمثل ويصور ويشبه كل تغيير من وراء صور الواقعية بواسطة الكلام و ردة الافعال و نصوص الفلسفة أو الشعر. فنحن إذاً مواد و صور
ذات التغيير اللامتناهي، وهذة المواد والصور مركزة منذ بداية العالم إلى حتى نهايته، بالتالي هذة النهاية سنجد حقيقة التغيير روحانية والإلهية مفيضة بالنور الذي هو السبب والمسبب في تغيير كل شيء موجود بالوجود الحق مع الخلق. 
فنعود إلى محاكاة الشعرية ذات التغيير الجوهري، نجد أن التغييرات من كينونة المغير والتغيير، فهذة التغييرات هي تتخالط وتتناسب مع الشعر و الفلسفة في نظريات التمثيل والتشبيه والتعبير، فالذي يتميز بين الشعر والفلسفة هو أصل الخطاب أو النص، ويتحدد الاختلاف النوعي بين الشعر مع الفلسفة أمام الخطابة في أن لكل واحد منهما طريقته في التعيير عن المعنى ، إذ يصوغ الشعر المعنى بلغة غربية وجديدة تخرق العبارات المألوفة والأساليب الواضحة والصريحة،وتنطوي على طاقة الإيحائية الجميلة والعجيبة. 
وطالما الفلسفة لا تنتهي عند كل تغيير بين الكلمة والحكمة، فالشعر لا ينتهي ولا يتوقف مع هذا التغيير ، لأن لولا التغيير لأصبحنا أصنام الجهل والعلم، لا نغيير شيء ولا يغيرنا أي شيء كان .
ففضيلة التغيير هي التي تُحدث المقال والحال بواسطة ظواهر الموجودة و ببواطن الشعرية والفلسفية عند محاكاة الإنسان، سنجد التغييرات من كل شيء كان بسيط وثم أصبح مركب من وراء التغيير المادي أو المعنوي. فلقد أوضح أرسطو  في الخطابة عند د. عبدالرحمن بدوي ص ١٨٦ : 
"إن فضيلة المقال المقال أن يكون بالتغيير،لأن الكلمة رسم ما، فإن لم توضح شيئاً فإنها لا تعمل عملها إلا أن تكون لا حقيرة دنيئة ولا مجاوزة للقدر الذي يستوجب، لكي تكون جميلة،وفإن الفيوئطية بالحرى أن تكون كلاماً ليس بالحقير، ولكن جميل، فقط ينبغي أن نهب اللغة مظهراً غربياً، فإن العجيبات إنما تكن من البعيدات، وما يحدث العجب يحدث اللذة"
ولهذا ننتج لذة التغيير عن ملائمة ذات الطبيعية النفسية الإنسانية لكي نستجيب غرائز الفطرة التي تنشد دوماً من التدبيل والتجديد، ونميل إلى كل ما يضفي على الأشياء معاني مغايرة ، نبرزها بمظاهر الجوهرية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة