رسالة : الإنسان في الاختيار

رسالة : الإنسان في الاختيار 

إن الإنسان يفطره الاختيار في عالمه ودينه وحياته وعلمه، كي يجد الحلم ويرى الأمل في كل ما شاء فيه عبر هوى النفس. فهل يكون الإنسان قادراً على اختيار لعالمه وفطرته في آن واحد! فالحقيقة إن العالم لا ينظر إلى الإنسان بعين واحدة،ولا يأخذ القلب من محلاً واحداً، فهذا العالم لا يتعرى على حقيقته إلا من حقره و عزله من الساعة . فالإنسان فطرياً يرى ويكلم ويقن ويفك ويسعى ويتحرك ويفض ، عبر ما كان من قلبه ولسانه. ومحله ووجوده هو أن يختار عالمه وعمله وفطرته، كي يبصر ويسمع عن ما يدور حوله الموجود والوجود، وإن الحق في قلبه يراه عند الاختيار، ويأخذ الأمل من قدره، ويؤول حلمه من فطرته، حتى يجد الاختيار باليقين.
العالم يتحرك من حركة واحدة، والإنسان في دوران الاختيار، لا يدري كيف يختار ! ولماذا كان يحتار! كل هذا من قدرة الحب الذي يحدده من قلبه المقن، حتى يأخذ طريقه نحو النجاة. ولكن حال الإنسان كما تروا لايبدوا على صراط وطريق واحد! الشيطان غواه و سلطه عليه من كل جوانب و زوايا، بذلك يكون الإنسان ضعيف ، ولا يدري أين يكسب ويأخذ . فكل ما استطاع في الاختيار عن ما يكون له المعرفة والمكاشفة والقدرة والراحة والصفاة والصدق والأحسان، عرف نفسه وعرف ربه.
الاخذ والعطاء والنفع والمنع كلهم في الاختيار، والإنسان بين الهوى والغوى يجد العالم يعطيه بالمجان واللمعان، حينها تاخذه نفسه ويغروا إلى  المتاع واللهو عبر سويعاته الساخنة الشاهبة، سيحصل على لذة الهوى وشقوة الجوى، يدور حول العالم عن كيف يجد الدواء من هذا الاختيار! وإنه صير سلطانه على أن يكون له ولياً في كل أحوال عند الاختيار، لا يقدر عليه ولا هو مقبض يداه في العالم. 
لا يقدر الإنسان أن يخدم الله والعالم  في آن واحد،لأن العالم موضوع في النفاق والجشع والخبث لذلك لا يجد راحة في العالم بل يجد بدلا منها اضطهادا أو خسارة. إذاً فالعبادة لله والاحتقار للعالم، إذ منه سيجد راحة لنفسه عبر الاختيار اليقين في حق رب العالمين. وذلك يكون عبر النوح في الحياة،فطوبى للذي ينوح في هذه الحياة لأنه يعزوا. وأيضاً يفقر نفسه كالمساكين الذين يعرضون حقا عن ملاذ العالم لأنهم سيتنعمون بملاذ ملكوت الله.

ع. الجبر 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة