الإنسان في الفناء

‏الإنسان في الفناء
عندما يجد الإنسان وجوده من الصفاء، فتحت به أبواب الحكمة والمعرفة عن ما يكون فيه بالفناء، والذي يأخذ حسه ونبضه إلى الخيال. ‏ففي الإيجاد الكوني الذي يسجى للإنسان، هو أن يقدم وجوده عند الفناء، وذلك يكون الإنسان قادراً على مادته ودينويته ومعنويته بالفيض. والساعة المفتوحة على مدار وجود الإنسان عند الفناء هي أن الروح ترسخ إلى صفات الكونية التي تعمق الإنسان باليقين في الإيمان. ‏الطقوس الدينوية والدينية لإنسان هي مجلية  عند الفناء،والذي يكون بأجواء التقديسية والوجودية حتى يدرك الإنسان ماهية اليقين. ‏فمن يدرك معاني للإنسان في الفناء، فإنه كان مجرباً بالمعرفة والحقيقة، والتي كانت هي بالأساس والأصول عند التفكير والتأميل والتحضير والتنوير بالعقل والقلب.
يظن الإنسان أن الخلاء في الفناء ليس فيه وجود للموجود، فالسيجة ليست على سوى في هذة الحالة لإنها موجودة تحت نور المفيض.لا يخلوا الإنسان روحه وبيانه عند الفناء، لأن العالم معبراً بالجسد المتحرك الذي يتحرك من الحركة الأولى وهي الفياض المجاز بالعلة الأولى.
لقد كان ابن عربي الفيلسوف الصوفي شيخ العارفين هو أحد من الراسخين والصوفيين في علم الإنسان عن كيفية الوجود عند كل موجود، وأرسخ الماهية بالحق والخلق. ونظريته  عن الإنسان في الفناء هي أن تجعل للإنسان يعيش بالطمأنينة والسعادة والنجاح في كل فناء، لأن روح الإنسان هي مفيضة به عبر التجلي والمعرفة والحكمة في كل مكان وزمان. وابن عربي هو المثيل بالفلسفة الوجودية التي حددت كل صور المجازة بين فيض الإلهي وتجلي الكوني حتى يفتح باب الوجود بالإيمان. وما يشكل لنا صور الفناء عند الإنسان هي مطلقة بالأحكام والآيات التي تشير فيه بالحياة الدنيا أمام عبودية الوجود وربانية الموجود و نورانية الحق و تجليات الخلق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة