المواجهة في الحياة

''  المواجهة في الحياة ''

لقد كان الإنسان في واقعه محاضراً عن ما يسلف ويخلف من بعده، وإن الأرث شاهداً عما يفعل ويكتب بين الكلمة والحكمة. ففي أول ما يبدأ به الإنسان هو مواجهة الأمر بالأمر عند الحياة بين المكان والزمان، ورغم ما يصعب به عند الذي يكلفه بالأفكار والأمال يجد أن المهمة تحتاج إلى تعميق في كل ما هو بالطلب والمطلوب. والإنسان هو مخلوق ساعياً في مجرات الحياة، ولا يمكن أن يكون الإنسان مخلاً و فانياً إلا من بعد ما أدرك الحياة بين الخير والشر.
فالمواجهة في الحياة لها صور مجازة باليقين التام، وإن مطالبها و أنواعها تحدد على ماهية الإنسان عند التي تمكنه بالعيش والأستقرار بين الإيمان والبيان. وما تكون القدرة والسعة عند الإنسان عن ما يشغله في حياته وفكره وعلمه، هي بالأسس والواجبات والضروريات والحتياجات، التي تحصره وتحضره في المعنوية والمادية والدينوية والدينية. فلابد أن يكون الإنسان مواجهاً بين وجه الحقيقة و وجه المعرفة، لأن دونهما لا يمكن أن يعرف ويعلم الإنسان ما هي المواجهة بين هذين الوجهين حتى إلى أن يصور ويدرك المعرفة من الحكمة الموجودة في وحدة الوجود.
وجه الإنسان هو وجه المحق المخلوق الذي يواجه كل الحقائق والمعارف والعلوم والجواهر والثمرات، بالتي تعطي له الأهمية بين الظاهر والباطن عند الخلق والحق. حتى يستطيع بأن يعرف وجوده و نفسه إلى أن يصل إلى حقيقة المواجهة للإيمان والبيان. والوجه ليس مركب بالمجاز، لأن الفطرة في وجه بسيطة بالبداية التكوينية، مفيضة فيها بالمعرفة المطلقة و الفطرة المحقة. فلذلك ما ينبغي للإنسان أن يواجه الحياة من كل البواطن والظواهر، وصور الملونة وصور المبرزخة، و البداية والنهاية في كل حالة وساعة ومقالة، إلى أن تحقق له المعرفة والفضيلة والمكاشفة والحكمة.



ع. الجبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة