القراءة الباطنة

'' القراءة الباطنة''

في أوراق المكتوبة والمعلومة بين الدنيا والآخرة، وأقلام التي كانت بأللون الأسود ثم بألوان عديدة ومتنوعة وجميلة كتبت على كل أوراق وصور  الشاعرة الواجدة والمعبرة ، وصحف محفوظة بكل كلمة وراءها حكمة عظيمة، نجد إن القراءة لا تنتهي ولا تفني إلا بعد نهاية الساعة الصغرى والكبرى،والإنسان على قرائته البيانية القلمية سيكون في كل مقرء بالظاهر والباطن على ما يقرأ و يكتب ويتكلم بهم.
فالقراءة هي مادة من مواد الخلق الحسية والمادية والمعنوية والجوهرية عند الموجود في كل ما هو بالوجود بين الحق والخلق. والقراءة نوعان قراءة باطنية و قراءة ظاهرية. وبينهما القارئ وهو الإنسان سيكون في اختيار وقرار عن نوع القراءة بين جميع العلوم والأفكار والأديان. ولكن بعد هذا هل يستطيع الإنسان بقراءة ظاهرية فقط في الفهم والإتقان عن ما يقرأهُ؟ وما معنى قراءة من الباطن خيرٌ من قراءة بالظاهر.!
إن البرهان دائماً يُقرأ بالدليل، والبيان يحق صوره وعلومه بقراءة الكاملة الواسعة، والحق يأتي مقروءً بالكلمات والبينات حقيقيةً في كل المعارف والأحكام والأصول والأسس بين الله تعالى والأديان والكتب. فالتالي عن الإنسان هو مخلوق يقرأ بكل شيء موجود طالما هو موجود في الوجود دون أن... يجهل ويغفل حقيقته التي يتفطر بها من فطرة الحق الذي نزلها على الخلق أجمعين. وأعم وأهم قراءة عند الإنسان هي قراءة الباطنية التي هي تكشف كل الصور والمعلولات والمعقولات والموجودات من العلوم والأديان والطبيعة والعالم والكون عبر يقين القلب بنور الإيمان.
إن دور الإنسان في القراءة مفتوح إلى أبعد الحدود، ومسيطر بأدوات الفهم والتركيز والإدراك فيما يخص له القراءة العميقة والوسيعة من اختيارات الكتب والصحف، فلذلك ما كان للإنسان إلا أن يقرأ. وعن أي شيء يقرأ به إلا وقد وجد التخيل والتخميم والإيتان والتصوير عن ما يستوعب ويفكر ويستنتج به حجة الباطنة '' العقل'' و يقن فيه رؤية اليقين من عين القلب. فالقراءة ليست محدودة ولا معدودة، إنها تريد كل شيء حقيقياً حتى يقرأ الإنسان في معرفة نفسه إلى أن يعرف ربه.
الفلسفة هي دخيلة على القراءة، ام القراءة هي الأم للجميع أنواع الفلسفة! لابد من أن نقول إن القراءة هي التي تأخذ للفلسفة من كلمة إلى كلمة حتى إلى أن تصل في معرفة الحكمة. وكما نعلم إن الفلسفة هي محبة المعرفة والحكمة. وذلك ما يكن للإنسان بالقراءة الفلسفية هي تحقيق الباطني، الذي يأخذ العقل والقلب في آن واحد وهو روح القراءة بالجسد والنفس. فعلاقة القراءة بالإنسان علاقة حميمة ليس فيها نسيان! لأن لو كانت لها نسيان لأنسى الإنسان كلمة إقرأ ولا يقدر أن يتذكرها! فهذة الغاية المطلقة الرمزية على قراءة الإنسان في كل زمان ومكان.
القراءة الباطنة هي قراءة معمقة و محيصة ومتسعة  بالإتقان والإيمان والإيتان في علوم الألوهية والدينية والكونية والخلقية.فهذة القراءة لها مفاتيح في العرفانية كالصوفيين اللذين يقرأون بالقلب أولاً ثم يتذوقه منه الحكمة في كل شيء. فما الطاقة الجاذبة من قراءة الباطنية هي تنتج موجات وأشعة مفهومة و معلومة ومكشوفة بالحقائق العملية والعلمية والدينية والإخلاقية والنفسية والجسدية. فعلم القراءة علم يدخل في جميع أبواب العالم الكوني، والإنسان هو الذي لديه مفتاح القراءة، وهذا المفتاح يبدأ من القلب  الصغير و ثم لسانه الذائق الذي سيقرأ الكثير إلى أن يكون ذو لُبُّ الكبير.

ع. الجبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة