مصير الإنسان ج ٢

مصير الإنسان ج٢

هل يحقق الإنسان غايته أو هدفه من المادة فقط؟
لابد من وجود مادة الإنسان بأن تحقق أهمية حياته في وجوده المطلق، وذلك يكون مصيره معلوم بالتمام الكمال عند طلب حاجته أو معرفته نحو طمأنينة وسعادة بالحياة.
مفهوم الخير والشر هو محدد من أي مصير كان عند الإنسان، وهذا يحدد من قبل السبب إلى المسبب واللذان يقومان على مواجهة الحياة من جميع أحوال سواء كانت ممكنة أو محدثة بالغد. فحتماً إن الخير والشر عاملان أساسيان في المكاشفة والمعرفة، ولولاهما ما أصبح الإنسان موجود بالخير والشر، إنما سيكون معدوم الوجود.
فإن المعرفة محقة للإنسان عن الفضيلة والأخلاق والخير، والجهل مفتوح به أبواب الظلام والرذائل والشر. فلذلك إن حقيقة المعرفة عند الخير والشر لها عدة طرق وأساليب متصلة مابين البيان والإيمان، وإنها تسرد أهمية أي حالة ومقالة وساعة أصيبت خيراً أو شراً حتى يجد الإنسان في هذة المعرفة مصيره المخفي.
ولكن من ناحية آخرى نجد من سائر الناس يتوهمون للمعرفة في أي مصير كان هي ليست من القوة ولا هي جديرة بأن ترشد أو تقود للإنسان عن اختياره بالخير و إرساله بالشر، وذلك لا تخطر بحياتهم إطلاقاً، فلقد اقتنعوا بأن المعرفة لدى الإنسان غالباً ما تكون بالهوى فقط! أي يعني يحب ما يختاره ويرسله من دون تجربة أو خبرة. فليست هي التي تحكمه أبداً، ولا يسيطر عليها من ذاته ووجوده. لذلك نجد منهم الغضب وطوراً الفرح، والألم، وأحياناً الحب وغالباً الحقد.  فإنهم ينظرون بسذاجة إلى المعرفة كأمةٍ كلَّ يستعملها على هواه.
إن فضيلة الإنسان عند الخير هو أن يجعل المثالية في نفسه حتى يلقى أمثال وأحكام عند سرد كتابه الخيري الذي انتمئ إليه بالمعرفة والحكمة، وهذا الأنتماء فيه نور عظيماً ينير الموجود والوجود بالتمام والكمال. وأما رذيلة الإنسان عند الشر هو أن يجعل الكراهية في نفسه أمام الناس حتى يجد أنواع الانتقام والفساد عند نشر أعماله الشريرة، وذلك يصير الطمع والاستغلال عاملان أساسيان في تحقيق مركزه الذي قد يكون قائد الشر بمكانة زعيم العصبة او القمة. وهذة القيادة موجودة عند كبار الناس سواء كان فيه بسيط أو مركب، وإنه محصل قانونين الشر مع الاشرار الذين قد يتفقوا معه بالحدود ويختلفوا معه بالمعدود مابين مصلحة المادية ومصلحة المعنوية.
فلو امتلك الإنسان معرفة الخير أو الشر فلا شيء يجبره على القيام بعمل آخر غير ما تأمره به هذة المعرفة، وأن العقل بالنسبة للإنسان هو قوة كامنة تكفي لكل شيء. وما كان للمعرفة عند الإنسان في مصيره المحتوم إلا وقد يريد المفاهيم الأخلاقية التي تجعله بالفضائل بعدد فروع المعرفة. فلولا المعرفة ما حصل الإنسان الخير والشر في كل كلمة تتلوا من ورائها الحكمة والمعرفة.
فمادة المعرفة هي تبدأ من الخير والشر معاً حتى يجد الإنسان أحكام الخير والشر في كل مصير من بداية الغاية أو الهادف إلى نهاية الحياة محددة نوع برزخه.

ع. الجبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة