وجودية الإنسان ج٢

"وجودية الإنسان " ج ٢

من مرور العالم القديم إلى عالم الجديد يكون الإنسان بصورته الهيولانية منذ الأزل حتى إلى وقتنا هذا هو أن الحقيقة ثابتة على كل كلمة وصورة لهم الحكمة والبيان في شكل الاتقان من الإيمان. فمن عين الوجود عند الإنسان كاشفاً عن مدى وجود العالم بالموجودات الظاهرة، هو أن الأصل خلق لأجله أي وهو العالم والكون الذي سبب كل شيء بالموجود في وحدة الوجود. 
الله تعالى جعل الإنسان كلمة الموجود والوجود بآن واحد، لكي يكون كل إنسان على الأرض نسخة الخلق من مخلوقات الله ، والذي امتاز بها الإنسان بأفضل نعمة وهي العقل. فهذا العقل لولاه ما وجد الإنسان أي موجود و وجود ولا حتى العالم يقدره بكلمة وحكمة.
إن علاقة الإنسان بعقله مع العالم هو الفكر المطلق الحر ، والذي يأخذ كل شيء بالفكرة والكلمة والحكمة على صور متنوعة و موضوحة سواء كان بالعين اللحمية أو عين اليقين أي وهو القلب. 
فما الذي يجعل الإنسان بالعدم وهو موجود ؟ 
هو إذا كان مخفياً ومعدوم بالكفر والجهل أمام هذا نور الإيمان المفيض به إلى فطرته، جعله بالعدم كاملاً وواسعاً بكل شيء كان سواء كان بالقديم أو الحديث.
فالراجح من وجود الإنسان هو تقين بالحق والخلق أمام صورة الأولى إلى صور مخلوقة بالمادة في طبيعة العالم والكون، والتالي لا يمكن أن يكون الإنسان مخلاً في وجوده طالما العالم يدور معه وهو يدور ما بينه بالسماوات والأرض. 
فمن صورة الإنسان مخلوقة بكلمة كن، ويكون من بعد ذلك النسخ في كل مرور الدهر  والسنين بدون توقف حتى تمتلىء الأرض من الإنس أكثر من الجن والحيوان،فالله هو الخالق الباري جعل للإنسان كلفة عظيمة وهي : 
" إني جاعل للأرض خليفة ".
فمن مفهومية ابن عربي شيخ العارفين في فلسفة وحدة الوجود للإنسان، هي وحدة تنكر وجود العالم الخارجي الظاهر بكل موجوداته وظواهره وحدة تقرر أن الموجودات في الحقيقة شيء واحد وجوده الحق تعالى ووجودها الظاهر الزائل هو العالم . فالوجود الحقيقي هو وجود الحق ،واما الخلق والعالم فهو ظل للوجود الحق لا وجود له في ذاته ، فالحقيقة الإلهية تتجلى في تفصيل الأشياء.
والإنسان في نسخة من هذا الوجود، حيث أن ذلك العالم الماثل أمام حواس الإنسان، ووحدة الوجود المثالية أو روحية تقرر وجود حقيقة عليا هي الحق الظاهر في صور الموجودات، وتعتبر وجود العالم بمثابة الظل لصاحب الظل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة