جاذبية الهوى

'' جاذبية الهوى ''

في علاقة الجنسين الرجل مع المرأة تتغير التفاصيل في لسانية وشعرية من جاذبية الهوى، حيث يبدأ أولاً الرجل في سرد القول وتلبية الفعل مابين تأثير العاطفي وتأثير الجسمي. وتكون المرأة قابلة للأستماع إلى تلفظية الرجولية من رقَّة الكلام و خشونة الجسام. وأن جاذبية المرأة تكون على صورة شهوانية، بشهوة الفعّالة أكثر من شهوة الرجل، وبالتالي يكون الحاصل بينهما هو علاقة الإصالة في القلب والعقل. ففي منظور المعنوي الذي يكون أكثر تأثراً بين الجنسين، تكون علاقة مبنية على غاية مطلوبة، فالرجل لا يشبع من الشهوة والمرأة تفزر الشهوة إلى ما تليق لها من جاذبية الهوى، فهذا الأمر قد يخالف الحكم الدينوي، وإن شروط العلاقة تكون أساساً شرعية من الدينية، حتى لا تفسد العلاقة في بيئة الجنسية بين الرجل والمرأة. وأن الله تعالى لقد وضع مشروع الزواج لتقديس الحياة و توريث الأمم بالمال والبنون، وجعل فيها زينة وفتنة نافعة وصالحة بين الجنسين. وإنما الهوى هو مربوط بينهما سواء كان محموداً أو مذموماً، يختار الرجل نوع الهوى مع الغاية المكتسبة له من المعنوية والمادية، وأغلب الأحيان يكون معنوياً. فالهوى لا يعاب من أصله أو جذعه، بل يعاب من المحب أو المحبوب. وقد يكون الهوى آخره ندماً وكرباً، لمن أساء إلى الهوى من مراودة إبليسية والتي تقعر شجرة الهوى. لقد أشار الله عن المرء بكيف ينهى الهوى، قال : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ) سورة النازعات 40
فإن إذامة الهوى لا يرجح به محاسن الخلق وجوارح النفس، حتى لا يكون المرء قابلاً للتأثير من هاوية الطريق والميل النفس إلى الهوى. وكما قال ابن القيم في '' روضة المحبين'' : الهوى ميل النفس إلى ما يلائمها ، وهذا الميل خلق في الإنسان لضرورة بقائه ، فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل ولا شرب ولا نكح . فالهوى ساحب له لما يريده ، كما أن الغضب دافع عنه ما يؤذيه ، فلا ينبغي ذم الهوى مطلقا ولا مدحه مطلقا ، وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار. وقد قال الإمام علي عن الهوى :
''إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل،أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة''.
والحق يقال لكل مقال عند علاقة الجنسين الرجل والمرأة مع جاذبية الهوى، بأن يكون الحكم ثابت و الرأي الصواب في الأختيار والأستقرار بمشروع الزواج المثمر بالأحسان في الهوى. ولابد أن الهوى محلقاً بين سماء الرجل والمرأة و مطلقاً كلّ نسمات العشق المحمود، حتى ينال الرجل أو تنال المرأة فرصة فضيلة ومكرمة للحياة، أغنى من سراب الهوى.
ولقد قال الإمام علي رضي الله عنه عن العشق :
''العشق داء ليس له أجراً ولا عوضّ''فمن أبتلي بهذا الداء الدفين والمرض العضـال فإنه لا يـرى الحق إلا فيمـا أُشرب هواه , فكل أمـرٍ أُشرب هواه هو الحق والصواب , وإن أتيته بكل آية ما تبع قـولك. فما أقبح المحب في داء الهوى، ويصعب القلب بأن يتغير من الهوى، وحتى صدّ الحق وأتخذ طريق الهوى بعيداً عن فضائل الأعتراف في حق القدر واليقين. فياليت أهل الأهواء اكتفوا بأنفسهم ولكن الهـوى آفة ليس بعدها آفة .
فلا تلبث أن تراهم يفتنوا الناس بأهوائهم، فتراهم يتصدرون المجالس وساحات المنتديات والحوار ليقنعوا الناس، بما أُتوه من منطق ـ بأهوائهم وصدق الحق سبحانه وتعالى حينما قال : (وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }الأنعام119 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة