الإنسان والحياة

'' الإنسان والحياة''

في لغة الحياة التي وجبت على الإنسان أن يتكلم ويعلم ويعبر ويظفر  ويفعل ويقول ويحدد ويحصد، سيكون في سؤال موضوحاً وموضوعاً عن ما هي الحياة في وجوده!
ففي وجود الإنسان يُمكن العقل في حياة المعاصرة به، و يؤمن بكل ماهو مخلوق لأجله من التراب والهواء والماء والنار وطبيعة كلها من فيض واحد وهو من  الخالق العظيم.
لكن عند التساؤل عن أهمية الخلق والحياة في نظر الإنسان، سيجد الجواب من خلال التفكير والتأميل والرؤية الموسوعة في مجلدات العلم والإيمان. وذلك يكون له دلائل وبراهين وبيانات موضوحة وموضوعة بكل المعقولات والمحسوسات والمعلولات حتى يفهم الحياة من نظرة ثاقبة المبينة بالحق التي طلبت وكلفت به بالإيمان والبيان.
ورغم اختلاف العصور والدهور منذ بداية الكون إلى حتى وقتنا هذا، سيكون الإنسان دائماً في سؤال و جواب، ولا يمكن أن ينسى الإنسان أي سؤال و جواب من باطنه و ظاهره أمام فلسفة الحياة، التي فيها كل مفاهيم والقيم والمبادئ والعوامل والفطرات والفيوض، وكلها ترجع إلى بداية الواحد العلةُ الفيضُ الموحد البارع الباري العظيم.
فعند مداخلة الإنسان من تفكيره البسيط سيقفز إلى فكرة مركبة عن كيفية حركة الحياة وهو فاني فيها!  لا يستطيع يبقى فيها بكل لحظة او ساعة. 
ولكن عن حاسته المعقولة والمحسوسة عبر طاقته الباطنة، سيجد نظرة مربوطة به بالتجاذب واللمس، ويكون على قدر معلوم فيه، لكي البيان يفتح له باب المسألة والجواب عند وقت واحد او موقف واحد او مشهد واحد. والإيمان يختبر قلبه مابين اليقين والشك.
فعند دخول الإنسان إلى أبواب العلم والإيمان والحياة، سيفتح له باب إلى باب، حتى يصل إلى حقيقة الوجود الإيماني المبين، وحقيقة الحياة الموصولة به بالفكر والحركة، وحقيقة العلم الذي علمه بالقلم والبيان.
فمحال أن يبقى الإنسان في سدى الحياة ولا بظلاماً بعيد، لأنه مخلوق مبين و محب و قويم و مصنع ومبدع و مكلم ومكلف ومبتلي، وكل هذا من خلق الله الذي جعله من نظفة أمشاج، و ضعيف في الوجود،  وهلوع و جزوع و منوع في الحياة والدنيا.
وليس هذة صفات دائمة بعد خلقه وتكوينه وتحسين تقويمه! لأن من خلال حركته المجسد بها في كل ساعة وحالة ومقالة، سيروض جسده وعقله وقلبه ونفسه من كل حركة بركة.
فلذلك على الإنسان أن يعرف نفسه حتى يعرف ربه و وجوده وحياته إلى حتى يوم المعلوم.

ع. الجبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة