رسالة : عين الإنسان

رسالة : عين الإنسان 

في حقيقة عين الإنسان التي تحق في الكون عن الذات والوجود والفناء، وتبصر وتنظر وترى بكل مسميات الفعالة، حيث أن العين لها شهادة ورؤية وحاسة في كل ما هو المحسوس والمعقول، كي يكون الإنسان في بصيرته للعلم والإيمان والمعرفة والمكاشفة حول حقيقة الكون و رؤية الله فيه.
فالعين والأعيان تكون موجودة مجلية بالوجودية فيض المقدس، وبموجب القبول، وبالقوة النفس الكلية، تتجزء العين من العالم، والعالم جزء قبل الفيض باستعداداً يوجب به الوجد.
واما في التجلي بالعين، يكون إما تجلي الشهودي أو تجلي العلمي.  والمحل هو العين الثابتة في التجلي الوجودي ، وتكون العين البصيرة ( القلب ) في التجلي الشهودي . فاستعداد العين الثابتة يوجد الإنسان في هنا العالم ، واستعداد العين البصيرة يحضر الإله في هذا العالم .
فإن حضور الله في العين البصيرة يكون بتجلي الأسماء في كل الأحوال والحضرات، وهذا الحضور سيخفي الإنسان فيه عن وحدة الوجودية. وفي حين العين الثابتة تبقى الإنسان في عينه البصيرة بالكشف والمعرفة. 
فوجود الإنسان هو بين هاتين العينين، عين الثابتة وعين البصيرة، فالعين الثابتة هي من عالم الكلي، والعين البصيرة من عالم الجزئي، والكلي يهب الجزئي الوجود، والجزئي يحن إلى الكلي . بحيث تكون العين عاشقة ومحركة نحو الجزئي والكلي، بما يؤدي إلى مشاهدة الخلق والحق، ويدرك الإنسان بعينه معرفة التجلي الشهودي المعرفي العلمي، وهذا يحتاج إلى الهمة والقصد وتوجه من قبل العين البصيرة، ليرى ويتعرف ويتعلم، وليتفنى في الرب .
وحتى يصير سمعه وبصره ويده مجلياً بالعين، والتجلي مع الإنسان مشروع به نحو التجلي الشهودي والوجودي، إلى أن يشهد الإنسان بعينه البصيرة تجليات الله عبر الصور التي فتحت له العلم والمعرفة والكشف والحقيقة.
وتجلي بعين الإنسان لا يعّول عليه، كما قال ابن عربي " التجلي إذا أبقاك لا يعّول عليه " أي لا يعول عليه إذا لم يُفنِك في الموجود والشهود . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة