'' جسد الإنسان في النفس ''

'' جسد الإنسان في النفس ''

‏إن جسد الإنسان هو مكتبة النفس التي يدخل فيها الإنسان للحياة و يفهم المبادئ العقلية وبطاقة المعرفة. ‏وطالما الجسد هو مكتب النفس فإن الإنسان سيتعلم ويتأدب ويرتاض، حتى يكون مكانه مدخولاً في هذا العالم ويدخل فيه الإنسان إلى العالم بجسده المجاز. ‏ومعية النفس مع الجسد هي التي تشكل الإنسان في هذة الدنيا،بمعنى أن يجيز العالم بالتعلم والتريض والمعرفة، حتى لا يكون ثقيلاً الجسد أمام العالم. ‏والنفس هي التي تحكم مع الجسد في أمر المحسوسات والمجودات والمعقولات ومعرفة حقائق العالم، حتى يكون للجسد إكراماً واجتيازاً بكل الحواس. ‏وإن ميزة الجسد ليس مكاناً محايداً يتعلم فيه الإنسان، بل هو مكان ملتصق بالنفس، لا يكن فصله وجزءه إلا بعد من مفارقة النفس من الجسد. ‏والجسد يكمل النفس ويحميها بما يتوافر فيه من حواس تمدها المعرفة ومثالات تصلها بالعالم، وهي لا تعلم أن لها وجوداً خلواً من الجسد. ‏الإنسان لا يجيز النفس إلا من معرفة جسده البسيط أو المركب، فإذا عرف نفسه فقد جاز جسده ونفسه، حتى إلى أن يعرف ربه. ‏وعلاقة النفس مع الجسد علاقة معرفية مجازية معبرة عن مدى وجود جسد الإنسان في العالم، والنفس تجيز الإنسان إذا كان الإنسان مجازاً بجسده.

ع. الجبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة