رسالة : عالم العود في الإنسان

رسالة : عالم العود في الإنسان

في آلة العود المشبهة والمقربة بالتكوين والتشريع والتطبيق في هذا العالم من بين التفاوت والاختلاف والتضاد، سيكون الإنسان متبايناً ومشابهاً ومنسجماً عبر أوتار الموسيقية التي لها مؤثرات مركنة في تفاوت القوى ، ومتضادة للطبائع، ومختلفة الصور، متعادية ومتنافرة. وكل ذلك لا يجتمع إلا بتأليف المؤلف بها هو آلة العود.
ففي رياضة الفلسفية سيجزء الإنسان من علوم الفلسفة عن الرياضة والمنطق والطبيعة والإله، حتى يستطيع الإنسان في الكمية والكيفية و معاً جميعاً، بأن يدرك المعارف المصورة والموسيقى والفن والطبائع، حتى يضمن ماهية النسب وكيفية الأشياء المختلفة الجواهر، والمتباينة الصور، والتضادات القوى.
والإنسان في نسبته الرياضية التي تتفاعل من الموسيقى، سيألف مقامات وأوزان وأنغام وألحان عبر تأثيره المحسوس والمرهف عبر جوهرة الصفاء ما بين الظاهر والباطن. وذلك تكون نسبة الإنسان من أحكم المصنوعات والأنساب ، وأتقن المركبات ، وأحسن التأليفات، هو ما كان تركيب بنيته على النسبة الأفضل وهي تسمى النسبة الشريفة.
والنسبة الشريفة هي التي تمثل عالم المثالي الذي يصور و يرسم به الكون والإنسان والمخلوقات بشكلاً التمام والكمال، وذلك يكون كل مخلوق وكل مصنوع وكل موجود يتحكم في جوهرته من الصفاء والكمال إلى النسبة الشريفة. وهذة النسبة تنتمي لكل الأشياء في جسد العالم عبر جوهرة الخلق وما شبه بها من المخلوقات والموجودات. وأن الإنسان بنفسه الجزئية التي تألف التراكيب والأعتبار والأتساع عبر جملة جسم العالم، سيكون هذا الإنسان مركباً ومؤلفاً وصانعاً و واضعاً عن كل الأركان والمواضيع والمؤلفات والصوانع التي تكون مع بعضها ببعض على النسبة الشريفة، حتى تكون جملته أمام العالم جملة واحدة وإنسان واحد، ومدينة واحدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة