مرآة الإنسان

‏'' مرآة الإنسان ''
إن المرآة هي التي تظهر النفس بخبرات الجسدية والحسية، حتى يكون اتصالها بالعالم مجلاً مرآة النفس من حالة إلى حالة.
‏ولابد أن يرى الإنسان عالمه ونفسه وكتابه وبيانه من مرآة النفس، والتي تعطي له المملوس والمحسوس عبر جوهريات النفس أولها معرفة النفس. ‏وجسد الإنسان هو للنفس صراط ممدود بين الدنيا والآخرة، فإذا عبرت النفس على هذا الصراط وسلمت من آفاته، سهل عليها سائر ما بعد ذلك.
‏إن صورة الإنسان مركبة من الجسد والنفس، وما ينطوي فيها من العالم، لا يمكنه أن يرى العالم إلا من المرآة. و المرآة قادرة على أن تروي  له الأصل بالصفاء. ‏فلا يمكن للإنسان أن يعيش بدون مرآة،حتى يكون في  كل بيان مكشوف و علم معروف. والإنسان له صقل في المرآة، يجعلها قابلة لتمثيل صور الحقائق بالصفاء. ‏وعلى الإنسان أن يرى حجة الله فيه بالفلسفة التي تريه شبهة ومقداره في مرآة النفس. وحتى بقدر ما تجلي صورة الله فيه، سيرى نفسه ومقدار قربه وشبهه. ‏ومرآة النفس لا تكون مكسورة في صورة المركبة، حتى تكون حاجة النفس لمرآة مجلوة، لتمكنها في رؤية الجسد متصلاً بالعالم. ‏فإن جازت المرآة لجسد الإنسان عبر فهم الواقع و إدراك جسد العالم و مستعمل النفس في الجسد، سيكون جسد الإنسان جسد المجتاز.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة