‏ '' جسد الإنسان في الترويض''

‏ '' جسد الإنسان في الترويض''

في المراد عن مبادئ الموجودات في نظرية العقل النظري،هو أن يكون النظر مدرك ومقدم بالمحسوسات المعقولة، كي يروض العقل بالمعرفة والحركة. ‏والإنسان بالنظر مأخوذ من الأمور المحسوسة التي تجعله يفهم كل تجارب المحسوسة، عن ما يكون من حالات الوضوح والبعد والقرب والخطأ والصواب. ‏بصر الإنسان هو من العين البصرية اللحمية التي تصور كل حالة وصورة من الخيال الواسع مابين الظاهر والباطن. ‏والبصر عامةً يحدد المكان والزمان والغاية والهوية أمام تكاليف النفس المبصرة من حواس المحسوسة، فإن فقدت البصر فإنها لا تستطيع كشف كل الموجودات. ‏واما النظر هو مقدم لمعرفة العقلية،والتي تقوم بوظيفة ترويض العقل وتدربيه وتقويته. فالعقل والنظر عملتان في عملة واحدة وهي الروض بالحس والجسد. ‏ودور العقل في النظر هو أن يكون مروض عملية التذليل والتدريب وتحويل الصعوبة سهولة والعسر يسراً. ‏لو نأتي بسؤال عن ما معنى الروض؟
الجواب هو كالموضع الذي يجتمع فيه الماء عند الروضة، ويكثبر نبته. فكذلك العقل هو روضة الجسد. ‏
وقد قيل من العرب:
''ليس هكذا تروض الإبل يا سعد ''
فهنا التروض والروض والروضة كلهم بمعنى اتساع المكان والتيسير والتكثير عبر جسد المجتاز. ‏
فالعقل مروض جسد المجتاز عن ما توفر له من قوة الإجتياز في الاتساع والتيسير والتكثير محققين بالإجتياز جسد العالم. ‏ونأتي عن معنى الرياضة التي انتشرت بكل حالات ومقالات المعنوية والحيوية، فالرياضة هي مشتقة من ريض،والريض هو جسد الذي يكون مكانه في رياضة النفس.
‏والجسد ليس مكاناً محايداً أو حاملاً محايداً للنفس، بل هو أداة ترتاض به وترتاض فيه.
‏ولكي ترى النفس بإن العالم صغير، فعليها أن تجيز الجسد بعملية الترويض، والتروض أداة ترتاض في الجسد و تروض العقل في النظر حول العالم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفلسفة الرومانسية

الغرور بين الحق والباطل

أنبياء الفلسفة